نوع مقاله : مقاله پژوهشی
چکیده
ازدهر الشعر العربی بخراسان فی القرنین الرابع والخامس الهجریین ویمتاز فن الهجاء بین الفنون الشعریة التی راجت عند الشعراء فیها. تناول الشعراء الهجاء بأنواعه المختلفة فی خراسان لکن هجاء المدن والأقالیم ظاهرة شعریة أکثر الشعراء منه لأسباب مختلفة کما أورثوا لنا فی طیاته بوصفهم ألسنة الدهر تاریخاً شعریاً عن خراسان وما تتصل بها من أخبار قلّما نجدها فی الکتب التاریخیة مما یستحق النظر والتأمل. ذکر الثعالبی والباخرزی فی موسوعتیهما یتیمة الدهر فی محاسن أهل العصر ودمیة القصر وعصرة أهل العصر من أشعار الشعراء بخراسان عدداً وفیراً فی هجاء المدن والأقالیم أکثره فی شکل مقطوعات قصیرة تُظهر لنا جوانب من حیاتهم الأدبیة والثقافیة؛ الأمر الذی یحتاج إلی بحث علمی یشرح لنا بواعث هذا اللون من الهجاء ویتیح لنا التعرف علی تراثنا الثقافی؛ ومن ثم تهدف هذه المقالة إلی تناول البواعث التی سببت ظهور هذا اللون من الهجاء إلی جانب سائر أنواع الهجاء فی الشعر العربی بخراسان معتمدة المنهج الوصفی _ التحلیلی. وتوصّل البحث إلی أنّ النتائج أن الأسباب فی هذا الصدد هی مناخ المدینة أوالإقلیم، وشعور الشاعر بالغربة، وظلم عمال الدولة، والفسق والفجور، ووجود القاذورات والروائح الکریهة، ومعاناة الشاعر وغضبه من أهل المدینة، وبخل أهل المدینة.کما تبیّن لنا أن هجاء الشعراء للمدن والأقالیم کان غالباً بدافع شخصی، أی أنه کان قائماً على تجربة شخصیة مزعجة، وتبعا لذلک لم یقصدوا الشعراء من وراء الهجاء إلا السخریة والتدمیر.
موضوعات